إجراءات ترامب تثير مخاوف عاجلة بشأن صحته العقلية
إن مطالب ترامب غير المتوقعة، من الاستيلاء على القنوات المائية العالمية كقناة السويس وقناة بنما إلى إعادة تسمية خليج المكسيك، تثير دعوات لإجراء تقييم نفسي وسط التوترات التجارية والأمنية العالمية.

مطالب ترامب المتصاعدة تُصدم الساحة العالمية
في سلسلة من التحركات غير المسبوقة، أثار الرئيس دونالد ترامب قلقًا دوليًا بأفعال يرى الكثيرون أنها تُشير إلى ضرورة إجراء تقييم نفسي عاجل. بدءًا من المطالبة بالسيطرة على الممرات المائية العالمية الحيوية وصولًا إلى اقتراح التوسع الإقليمي، أثارت سلوكياته الأخيرة تساؤلات حول الاستقرار النفسي والقدرة على اتخاذ القرار.
السيطرة على قناتي السويس وبنما
وجّه ترامب مؤخرًا وزير الخارجية بتأمين مرور حر للسفن التجارية والعسكرية الأمريكية عبر قناتي السويس وبنما، وهو مطلب أذهل المراقبين الدوليين. يأتي هذا في أعقاب إصرار سابق على استعادة قناة بنما، مُتذرّعًا باعتبارات الأمن القومي. وقد رفضت مصر وبنما هذه المطالبات رفضًا قاطعًا، مؤكدتين على السيادة على هذه الطرق التجارية الحيوية. يُهدد هذا الموقف العدواني بزعزعة استقرار التجارة العالمية، المُثقلة أصلًا بالنزاعات الجمركية المستمرة.
إعادة تسمية خليج المكسيك
في خطوة جريئة أخرى، اقترح ترامب إعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مُدّعيًا أنه يحمل في طياته دلالةً جميلة. أثار هذا الإعلان، الذي أدلى به خلال مؤتمر صحفي، انتقادات لاذعة من المكسيك، حيث اقترح رئيسها ساخرًا تسمية أمريكا الشمالية بأمريكا المكسيكية. ورغم رمزية هذا الاقتراح، إلا أنه يُبرز نمطًا من الخطاب الاستفزازي.
كندا الولاية رقم 51
أدى اقتراح ترامب بأن تُصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة إلى مزيد من توتر العلاقات مع حليف رئيسي. واصفًا الحدود بين الولايات المتحدة وكندا بأنها خطٌّ مُرسومٌ بشكلٍ مُصطنع، جادل بأن القوة الاقتصادية يُمكن أن تُدمج الدولتين. رفض القادة الكنديون الفكرة ووصفوها بأنها سخيفة، مُشيرين إلى استحالة حدوث مثل هذا الاندماج. أجّجت هذه الخطابات التوترات قبيل مفاوضات التجارة بموجب اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA).
غرينلاند وغزة: طموحات توسعية
عاد هوس ترامب بالاستحواذ على غرينلاند لموقعها الاستراتيجي في القطب الشمالي وثرواتها من المعادن الأرضية النادرة إلى الواجهة. وهدّد بفرض رسوم جمركية على الدنمارك إذا رفضت البيع، مما دفع القادة الدنماركيين إلى التأكيد على أن غرينلاند ليست للبيع. وبالمثل، قوبلت دعوة ترامب لإسرائيل بتسليم غزة لتحويلها إلى ريفييرا بغضب عارم، حيث وصفها المنتقدون بأنها وهم خطير يتجاهل حقوق الفلسطينيين.
حرب الرسوم الجمركية العالمية والعثرات الدبلوماسية
لا تزال حرب الرسوم الجمركية العالمية التي بدأها ترامب تُزعزع الأسواق وتُرهق التحالفات. وقد دفعت التهديدات بفرض رسوم جمركية باهظة على كندا والمكسيك والصين إلى اتخاذ إجراءات انتقامية، مما أثار مخاوف من تباطؤ اقتصادي أوسع نطاقًا. في غضون ذلك، وُصفت التفاعلات مع قادة مثل فلاديمير بوتين وشي جين بينغ بأنها متقلبة، حيث أشار بعض المحللين إلى أنه يبدو أقل مناعة على الساحة العالمية.
دعوات لإجراء تقييم نفسي
وسط هذه التطورات، دقّ أخصائيو الصحة النفسية ناقوس الخطر. سلّطت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي الضوء على مخاوف الخبراء، حيث أشار أحد الأطباء النفسيين إلى أن غرور ترامب وإلقاء اللوم على الآخرين يتوافقان مع اضطراب الشخصية النرجسية. وأشار آخرون إلى تكرار الكلام والمطالب غير المنطقية كعلامات على التدهور المعرفي، وحثّوا على إجراء تقييم عصبي شامل. تُبرز هذه المخاوف خطورة الوضع في ظلّ نفوذ ترامب العالمي الكبير.
يراقب المجتمع الدولي بترقب شديد أفعال ترامب التي تُهدد بقلب عقود من المعايير الدبلوماسية رأسًا على عقب. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه التحركات تعكس مواقف استراتيجية أم أزمة نفسية أعمق، لكن المخاطر على الاستقرار العالمي عالية بلا شك.