إسرائيل تخطط لعملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن خطط إسرائيلية لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة خلال 2025، مع تحليل للأهداف والتداعيات المحتملة لهذه العملية.

إسرائيل تستعد لعملية عسكرية كبيرة في غزة
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقرير حديث عن خطط السلطات الإسرائيلية لشن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في قطاع غزة خلال عام 2025. ونقلت الصحيفة عن مصادر مجهولة مطلعة على الخطط العسكرية أن هذه العملية تهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية كبرى، وسط تصاعد التوترات في المنطقة. يأتي هذا الإعلان في وقت تشهد فيه غزة أوضاعا إنسانية صعبة نتيجة الصراع المستمر منذ أكتوبر 2023.
تفاصيل الخطة العسكرية الإسرائيلية
وفقا للتقرير، تعتزم إسرائيل نشر قوات كبيرة في مناطق متعددة من القطاع، مع التركيز على السيطرة على مساحات واسعة والاحتفاظ بها لفترة طويلة. وأشار المحللون الأمنيون إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يستخدم قوة عسكرية أكبر من تلك التي شهدتها العمليات السابقة، مما يشير إلى نية لتغيير الوضع الراهن في غزة بشكل جذري.
كما أوضحت المصادر أن الهدف الرئيسي للعملية هو تحقيق ما وصفته إسرائيل بـ"النصر النهائي" على حركة حماس، من خلال تفكيك بنيتها التحتية العسكرية والسياسية. ومن المتوقع أن تتضمن الخطة استدعاء وحدات احتياط إلى جانب القوات النظامية لضمان تنفيذ العملية بنجاح.
الأوضاع الحالية في غزة
تعاني غزة منذ أكثر من عام من تداعيات الحرب التي بدأت في أكتوبر 2023 بعد عملية "طوفان الأقصى". وقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة إلى مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير واسع للبنية التحتية. وتشير التقارير إلى أن أكثر من مليوني شخص في القطاع يواجهون خطر المجاعة والنزوح.
في هذا السياق، يثير إعلان العملية البرية الجديدة مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة مع استمرار الحصار المفروض على القطاع ومنع إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف.
أهداف إسرائيل من العملية البرية
بحسب المعلومات الواردة في تقرير وول ستريت جورنال، تسعى إسرائيل من خلال هذه العملية إلى استعادة السيطرة الكاملة على غزة، وهو ما قد يعني إعادة احتلال القطاع بشكل فعلي بعد انسحابها منه في عام 2005. ويرى المحللون أن هذه الخطوة قد تكون جزءا من استراتيجية أوسع لإضعاف المقاومة الفلسطينية وفرض واقع جديد في المنطقة.
من جانب آخر، أشارت مصادر إلى أن إسرائيل قد تستغل الدعم السياسي المتوقع من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعرب عن مواقف داعمة لها خلال حملته الانتخابية، لتنفيذ هذه الخطة.
ردود الفعل المحلية والدولية
لم تعلن حركة حماس أو الفصائل الفلسطينية الأخرى موقفا رسميا بشأن هذه التقارير حتى الآن، لكن تصريحات سابقة لقادة الحركة أكدت استعدادها لمواجهة أي تصعيد عسكري. وفي المقابل، حذرت دول عربية وإسلامية، مثل السعودية، منذ بدء الحرب من تداعيات أي عملية برية واسعة، مشيرة إلى أنها قد تؤدي إلى "عواقب مدمرة" على المنطقة.
على الصعيد الدولي، دعت الأمم المتحدة مرارا إلى وقف إطلاق النار وفتح المعابر لإدخال المساعدات إلى غزة. ومن المتوقع أن تثير هذه الخطط الإسرائيلية جدلا واسعا في الأوساط الدولية، خاصة مع تصاعد الانتقادات لسياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية.
التداعيات المحتملة للعملية العسكرية
تشير التقديرات إلى أن نجاح إسرائيل في تنفيذ هذه العملية قد يعتمد على عدة عوامل، منها قدرة الجيش على مواجهة المقاومة الفلسطينية في بيئة حضرية معقدة، والضغوط الدولية التي قد تجبرها على التراجع. كما أن استمرار الدعم الأميركي سيلعب دورا حاسما في تحديد مسار العملية.
من ناحية أخرى، قد تؤدي العملية إلى تصعيد إقليمي أوسع، خاصة إذا تدخلت أطراف مثل حزب الله اللبناني أو إيران لدعم الفصائل الفلسطينية. وفي ظل الأوضاع الإنسانية الهشة في غزة، يخشى المراقبون من أن تتحول العملية إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.