إسرائيل تستهدف مجمع ناصر الطبي وتغتال القيادي في حماس إسماعيل برهوم
أعلنت حركة حماس عن اغتيال القيادي إسماعيل برهوم في غارة إسرائيلية استهدفت مجمع ناصر الطبي بخان يونس، مما أدى إلى خروج قسم الجراحة عن الخدمة وتفاقم الأزمة الصحية في غزة.

إسرائيل تستهدف مجمع ناصر الطبي في خان يونس
في تطور خطير يفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، استهدفت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب القطاع، في غارة جوية أسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، بينهم القيادي في حركة حماس إسماعيل برهوم، عضو المكتب السياسي للحركة. وقد أثارت هذه العملية موجة من الغضب والإدانات، حيث اعتبرتها حماس "جريمة اغتيال جبانة" تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين والمرافق الصحية.
اغتيال إسماعيل برهوم أثناء تلقيه العلاج
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان رسمي أن إسماعيل برهوم استشهد أثناء تلقيه العلاج داخل أحد أقسام مجمع ناصر الطبي. وأوضحت الحركة أن القصف الإسرائيلي استهدف المبنى الجراحي في المستشفى، الذي كان يضم العديد من المرضى والجرحى، مما أدى إلى مقتل برهوم وإصابة آخرين. وكان برهوم قد أصيب في غارة سابقة يوم 18 مارس 2025، وكان يخضع للعلاج عندما تم استهدافه مجدداً.
تدمير قسم الجراحة وتفاقم الأزمة الصحية
أكد عاطف الحوت، مدير مجمع ناصر الطبي، أن الغارة الإسرائيلية أدت إلى خروج قسم الجراحة عن الخدمة بالكامل، حيث كان يضم 35 سريراً تم فقدانها جراء القصف. وأشار إلى أن الحريق الذي اندلع في الطابق الثاني من المستشفى زاد من حجم الكارثة، مما يهدد حياة المرضى المتبقين ويعمق الأزمة الصحية في القطاع. ويعد مجمع ناصر الطبي أحد أكبر المرافق الصحية في جنوب غزة، وهو ملاذ لآلاف النازحين والجرحى منذ بدء الحرب.
ردود فعل غاضبة وإدانات واسعة
أدانت حماس بشدة استهداف إسرائيل لمجمع ناصر الطبي، واصفة إياه بـ"التصعيد الخطير" في سلسلة جرائم الحرب. وأكدت الحركة أن استهداف القيادي إسماعيل برهوم داخل منشأة صحية يعكس "استخفاف إسرائيل بالقوانين الدولية". من جانبها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القصف أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين، بينهما مراهق يبلغ من العمر 16 عاماً، وأصيب عدد من الجرحى والطواقم الطبية.
تأكيد إسرائيلي للعملية
أقر الجيش الإسرائيلي بتنفيذ الغارة، مدعياً أنها استهدفت "عنصراً مركزياً في حماس" داخل المستشفى. وبرر المتحدث باسم الجيش العملية بأنها جاءت بعد "عملية استخباراتية شاملة"، مشيراً إلى استخدام ذخيرة دقيقة لتجنب الإضرار بالمدنيين. ومع ذلك، أثارت هذه الرواية جدلاً واسعاً، حيث يرى مراقبون أن استهداف مستشفى يضم مدنيين يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
تداعيات القصف على غزة
يأتي هذا الهجوم في سياق تصعيد إسرائيلي مستمر ضد قطاع غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء 50 ألفاً منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة. ومع استمرار استهداف المرافق الصحية، مثل مجمع ناصر الطبي، تتفاقم معاناة السكان في ظل نقص حاد في الخدمات الطبية والإمدادات. وتشير تقارير إلى أن إسرائيل دمرت 34 مستشفى في القطاع خلال الحرب، مما يثير مخاوف من انهيار النظام الصحي بالكامل.
دعوات للتدخل الدولي
طالبت وزارة الصحة الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحماية المستشفيات والمدنيين في غزة، محذرة من أن استمرار الهجمات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة. ودعت حماس إلى "تعزيز المقاومة" رداً على الجرائم الإسرائيلية، مؤكدة أن دماء قادتها "ستظل منارات على طريق الحرية".
يبقى استهداف مجمع ناصر الطبي واغتيال إسماعيل برهوم شاهداً على استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي على غزة، وسط صمت دولي مثير للجدل، مما يضع مصير السكان والمرافق الحيوية على المحك.