اجتماع الولايات المتحدة وروسيا الثاني في إسطنبول: النتائج والتداعيات

مارس 3, 2025 - 06:10
مارس 3, 2025 - 06:16
 0  17
اجتماع الولايات المتحدة وروسيا الثاني في إسطنبول: النتائج والتداعيات
U.S. Consulate-at-istanbul

في السابع والعشرين من فبراير 2025، شهدت مدينة إسطنبول التركية الاجتماع الثاني بين وفدي الولايات المتحدة وروسيا، في خطوة جديدة نحو تحسين العلاقات الثنائية بين القوتين العظميين. استمر الاجتماع، الذي عُقد في مقر إقامة القنصل العام الأمريكي، لأكثر من ست ساعات، وركز على مناقشة عمليات السفارات والقضايا الدبلوماسية المتراكمة على مدى السنوات الماضية.

خلفية الاجتماع وأهدافه

يأتي هذا الاجتماع في أعقاب لقاء أولي أجري في الرياض بالمملكة العربية السعودية في 18 فبراير 2025، والذي وضع الأسس لإعادة ضبط العلاقات بين واشنطن وموسكو في ظل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة. هدفت المحادثات في إسطنبول إلى معالجة "المشكلات النظامية" الناتجة عن التوترات السابقة، بما في ذلك القيود المفروضة على عمل السفارات، مثل مستويات التوظيف، التأشيرات، والخدمات المصرفية.

نتائج الاجتماع: خطوات ملموسة نحو الاستقرار

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المناقشات كانت "بناءة"، حيث تم تحديد خطوات أولية لتثبيت عمليات البعثات الدبلوماسية الثنائية. من جانبها، وصفت روسيا المحادثات بأنها "جوهرية وعملية"، مشيرة إلى اتفاق الطرفين على ضمان تمويل غير مقيد للسفارات وتهيئة الظروف المناسبة لعمل الدبلوماسيين. اقترحت روسيا أيضاً استعادة الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، وهي خطوة قد تعزز التواصل الاقتصادي والدبلوماسي إذا تمت الموافقة عليها.

تفاصيل إضافية: قضايا العقارات الدبلوماسية

تطرقت المحادثات أيضاً إلى قضية العقارات الدبلوماسية الروسية التي صادرتها الولايات المتحدة بين عامي 2016 و2018، وهي نقطة أثارتها موسكو كجزء من مطالبها. وفي خطوة رمزية، سلم الوفد الأمريكي إشعاراً رسمياً بقبول تعيين ألكسندر دارشييف سفيراً جديداً لروسيا في واشنطن، مما يشير إلى نية الطرفين تعزيز التواصل الرسمي.

التداعيات على الساحة العالمية

على الرغم من تركيز الاجتماع على القضايا الدبلوماسية، إلا أن تداعياته تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك. أثار التقارب الأمريكي-الروسي مخاوف أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين، خاصة أن المحادثات لم تشمل ممثلين أوكرانيين أو أوروبيين. يرى المراقبون أن هذا النهج قد يشير إلى توجه أمريكي جديد تحت قيادة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا عبر صفقة ثنائية مع موسكو، مما قد يثير قلق كييف وحلفائها في الاتحاد الأوروبي.

ردود الفعل الدولية

في كلمة ألقاها خلال اجتماع مع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أشاد الرئيس فلاديمير بوتين بـ"الواقعية والبراغماتية" لإدارة ترامب، محذراً من محاولات "النخب الغربية" لتعطيل الحوار الناشئ. من ناحية أخرى، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استيائه من استبعاد بلاده من المحادثات، محذراً من أن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه "خلف ظهر أوكرانيا" لن يكون مقبولاً.

الخطوات المستقبلية

اتفق الوفدان على عقد لقاء آخر في المستقبل القريب لمتابعة القضايا التي تمت مناقشتها، على الرغم من أن الموعد والمكان لم يتحددا بعد. يبدو أن هذا الاجتماع يمثل مرحلة أولية في مسار طويل قد يؤدي إلى قمة بين ترامب وبوتين، وهي خطوة طال انتظارها لمناقشة قضايا أوسع، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا.

هل هي بداية جديدة أم مخاطر محتملة؟

يمثل اجتماع إسطنبول خطوة واعدة نحو تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، لكنه يثير تساؤلات حول تأثيره على التوازن الجيوسياسي العالمي. بينما يرى البعض أنه بداية لحل دبلوماسي للصراعات المستمرة، يخشى آخرون أن يؤدي إلى تسويات على حساب أطراف أخرى، مثل أوكرانيا. مع استمرار التطورات، تبقى الأنظار متجهة نحو الخطوات القادمة في هذا الحوار الدبلوماسي المعقد.