الاتصالات المباشرة بين أمريكا وحماس: ماذا تخطط واشنطن وتل أبيب؟

مارس 5, 2025 - 19:51
مارس 5, 2025 - 19:58
 0  24
الاتصالات المباشرة بين أمريكا وحماس: ماذا تخطط واشنطن وتل أبيب؟
محادثات غير مسبوقة مع حماس بقيادة مبعوث ترامب

في تطور مفاجئ وغير مسبوق، كشفت تقارير إعلامية حديثة عن بدء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حركة "حماس" الفلسطينية، وذلك في إطار جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق أوسع قد يشمل إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك المواطنون الأمريكيون. هذه الخطوة، التي أثارت تساؤلات واسعة، تأتي وسط توترات مستمرة في المنطقة، مما يضع واشنطن وتل أبيب أمام تحديات دبلوماسية جديدة.

محادثات غير مسبوقة بقيادة مبعوث ترامب

وفقًا لمصادر مطلعة نقلتها شبكة "أكسيوس"، فقد قاد هذه المحادثات المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بولر، الذي التقى مؤخرًا بقادة من "حماس". اللافت في الأمر أن هذه الاتصالات تمت دون مشاركة إسرائيل بشكل مباشر في الجلسات، على الرغم من إبقاء تل أبيب على اطلاع بما يجري. الهدف الأساسي، حسب المصادر، هو دفع "حماس" لإظهار حسن النية عبر الإفراج عن الرهائن، بما في ذلك الأمريكيين المحتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023.

ما الذي يدفع واشنطن لهذه الخطوة؟

يبدو أن إدارة ترامب تسعى لتحقيق اختراق دبلوماسي يعزز صورتها على الساحة الدولية، التركيز على إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين يعكس أولوية واشنطن في حماية مواطنيها، لكن المحادثات تتجاوز ذلك إلى محاولة وضع إطار أوسع لتهدئة الصراع في غزة. هذا النهج قد يعكس أيضًا رغبة أمريكية في التأثير المباشر على الأوضاع دون الاعتماد الكلي على الوساطة الإسرائيلية أو حتى الجهود القطرية والمصرية التقليدية.

ردود فعل تل أبيب: بين التحفظ والترقب

في المقابل، لم تصدر تل أبيب تعليقًا رسميًا حتى الآن على هذه التقارير، لكن مصادر إسرائيلية أكدت لشبكة "i24NEWS" أن الحكومة على علم بالمحادثات. يثير هذا الوضع مخاوف في إسرائيل من أن تؤدي الاتصالات الأمريكية المباشرة مع "حماس" إلى تقويض موقفها التفاوضي، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية تتمسك بموقفها الرافض لأي دور سياسي أو عسكري للحركة في غزة بعد انتهاء الحرب. ومع ذلك، قد ترى تل أبيب في هذه الخطوة فرصة لتسريع إطلاق سراح الرهائن دون تنازلات مباشرة من جانبها.

تداعيات محتملة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي حتى اللحظة، لكن مجرد فتح قناة اتصال مباشرة بين واشنطن و"حماس" يمثل تحولًا استراتيجيًا قد يُعيد تشكيل ديناميكيات الصراع. من جهة، قد يشجع هذا النهج "حماس" على تقديم تنازلات، مثل تسليم الرهائن أو التراجع عن بعض مطالبها، لكنه من جهة أخرى قد يثير توترات مع إسرائيل التي ترفض أي شرعية للحركة. كما أن نجاح هذه المفاوضات قد يفتح الباب أمام وساطات أمريكية أكثر جرأة في المستقبل.

تحديات تواجه المحادثات

على الرغم من التفاؤل الحذر، تواجه هذه المحادثات عقبات كبيرة. أولها هو موقف "حماس" التي أكدت مرارًا أن إطلاق الرهائن مرتبط بالتزامات إسرائيلية، مثل وقف إطلاق النار الشامل وسحب القوات من غزة. ثانيًا، قد تجد واشنطن نفسها في موقف حرج إذا فشلت في ضمان تعاون إسرائيل بالكامل، مما قد يعرض المفاوضات للانهيار. وأخيرًا، هناك مخاطر داخلية في الولايات المتحدة، حيث قد يواجه ترامب انتقادات من تيارات سياسية تعارض التفاوض مع "حماس"، التي تصنفها واشنطن كمنظمة إرهابية.

توقعات متضاربة

تبقى الاتصالات المباشرة بين أمريكا و"حماس" حدثًا تاريخيًا يحمل في طياته آمالًا ومخاطر على حد سواء. بينما تسعى واشنطن لتحقيق اختراق دبلوماسي، تترقب تل أبيب التطورات بحذر، خشية أن تؤثر هذه الخطوة على مصالحها الاستراتيجية. في النهاية، قد يعتمد نجاح هذه المبادرة على مدى قدرة الطرفين على تقديم تنازلات متبادلة، وهو أمر يبدو صعبًا في ظل التوترات الحالية. فما الذي ستحمله الأيام القادمة؟ الأمر يبقى معلقًا حتى تتضح النتائج.