الموساد يستعيد أرشيف الجاسوس إيلي كوهين من سوريا في عملية سرية
استعاد الموساد الإسرائيلي وثائق وأغراضًا شخصية للجاسوس إيلي كوهين الذي أعدم في دمشق عام 1965، تكشف تفاصيل جديدة عن مهمته الاستخباراتية

استطاعت جهاز الموساد الإسرائيلي استعادة أكثر من 2500 وثيقة وقطعة تخص الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين في عملية سرية داخل الأراضي السورية. تضم هذه المواد التي كانت بحوزة الاستخبارات السورية منذ إعدامه عام 1965، رسائل شخصية، وثائق مهمة، وملفات استخبارية.
ماذا وجد الموساد في الأرشيف؟
- رسائل بخط اليد لعائلة كوهين، بما فيها وصيته الأخيرة قبل ساعات من إعدامه.
- جوازات سفر مزورة، مفاتيح شقته في دمشق، ومستندات هوية مستخدمة خلال مهمته.
- ملفات استخبارات سورية تتابع حملة زوجته نادية العالمية للإفراج عنه.
- ملاحظات عملية للموساد تتعلق بمراقبة المواقع العسكرية السورية.
- صور مع مسؤولين سوريين رفيعي المستوى تثبت اختراقه العميق للنظام.
انتحل كوهين - وهو يهودي مصري المولد - شخصية كامل أمين ثابت، تاجر سوري، في مطلع الستينيات. تمكن من الوصول إلى أرفع المستويات في النظام السوري، حتى أصبح مستشارًا لوزير الدفاع. كانت معلوماته - خاصة عن تحصينات هضبة الجولان - حاسمة في انتصار إسرائيل السريع في حرب 1967.
لكن في يناير 1965، اكتشفت المخابرات السورية أمره بمساعدة تقنيات سوفيتية. بعد محاكمة علنية، أُعدم شنقًا في دمشق في 18 مايو 1965 - قبل 60 عامًا بالضبط من استعادة الأرشيف.
تسلمت أرملته نادية كوهين الوثائق في لقاء خاص مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد دافيد برنيع. وأكدت مجددًا مطالبتها التاريخية: "أعيدوا جثة إيلي".
وصف نتنياهو كوهين بأنه "أعظم جاسوس في تاريخ إسرائيل"، بينما وعد برنيع بمواصلة البحث عن مكان دفنه في سوريا. جسدت قصة كوهين في مسلسل نتفليكس "الجاسوس" عام 2019 بطولة ساشا بارون كوهين.
لا تؤكد الوثائق فقط الروايات التاريخية عن مهمة كوهين، بل تكشف أيضًا تفاصيل جديدة عن استراتيجيات سوريا العسكرية خلال الحرب الباردة. قد تكشف الوثائق عن مخبرين مجهولين أو تكتيكات استخباراتية مفقودة.
لم تعلق سوريا على العملية، مما يشير إلى أن دمشق ربما لم تكن على علم بالاختراق - أو فضلت عدم الاعتراف به.