ترامب يحذر الصين من فرض رسوم جمركية بنسبة 104% والصين تتعهد بـ"القتال حتى النهاية" في تصعيد حرب التجارة
الرئيس ترامب يهدد بفرض رسوم بنسبة 104% على الواردات الصينية، مما دفع الصين للتعهد بـ"القتال حتى النهاية". استكشف حرب التجارة الأمريكية الصينية المتصاعدة وتأثيرها العالمي وما هو التالي اعتبارًا من 7 أبريل 2025.

وصلت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى نقطة الغليان حيث أصدر الرئيس دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة، مهددًا بفرض رسوم جمركية مذهلة بنسبة 104% على الواردات الصينية. يأتي هذا التحرك الجريء كجزء من سياسة ترامب التجارية العدوانية التي تهدف إلى معالجة ما يصفه بالانتهاكات الاقتصادية طويلة الأمد من جانب الصين. ردًا على ذلك، تعهدت الصين بـ"القتال حتى النهاية" إذا مضت الولايات المتحدة قدمًا في هذا الاتجاه، مما يشير إلى تصعيد محتمل في الحرب التجارية المتقلبة بالفعل بين أكبر اقتصادين في العالم. اعتبارًا من 7 أبريل 2025، تستعد الأسواق العالمية وصانعو السياسات للتداعيات.
تهديد ترامب بالرسوم الجمركية: خطوة تغير قواعد اللعبة
في يوم الإثنين، 7 أبريل 2025، لجأ الرئيس ترامب إلى منصة "تروث سوشيال" للإعلان عن نيته فرض رسوم إضافية بنسبة 50% على البضائع الصينية، بالإضافة إلى الرسوم الحالية البالغة 54%. سيؤدي هذا إلى رفع إجمالي الرسوم الجمركية إلى 104% غير مسبوقة، مما يضاعف تكلفة الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة. جاء تحذير ترامب بعد أن ردت الصين الأسبوع الماضي برسوم بنسبة 34% على البضائع الأمريكية، وهي خطوة وصفها بـ"الهلع" وخطأ من جانب بكين. كتب ترامب: "لقد لعبت الصين بشكل خاطئ"، متهمًا البلاد بانتهاكات تجارية على مدى عقود ومتعهدًا بحماية المصالح الأمريكية.
لماذا 104% رسوم جمركية؟ فهم الاستراتيجية
تأتي الرسوم الجمركية المقترحة من ترامب كجزء من أجندته "أمريكا أولاً"، التي تسعى لمعالجة الاختلالات التجارية وإعادة التصنيع إلى الأراضي الأمريكية. تتضمن نسبة 104% رسومًا بنسبة 20% تم فرضها في وقت سابق من هذا العام، ورسومًا "متبادلة" بنسبة 34% أُعلن عنها الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى الزيادة الجديدة المُهدد بها بنسبة 50%. تستهدف هذه الإجراءات الجذرية أكثر من 400 مليار دولار من الواردات الصينية السنوية، بما في ذلك الإلكترونيات والملابس والآلات، بهدف الضغط على بكين للتفاوض. ومع ذلك، يحذر النقاد من أن مثل هذه الرسوم العالية قد تعطل سلاسل التوريد العالمية وترفع التكاليف على المستهلكين الأمريكيين.
رد الصين المتحد: "القتال حتى النهاية"
أدانت وزارة التجارة الصينية تهديد ترامب بسرعة، واصفة إياه بـ"خطأ فوق خطأ" و"فعل تنمر أحادي نمطي". في بيان صدر يوم الثلاثاء، 8 أبريل 2025، أعلنت بكين: "إذا أصرت الولايات المتحدة على طريقتها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية". وأكدت الوزارة أن الصين "لن تقبل أبدًا" ما تعتبره ابتزازًا، متعهدة بـ"إجراءات مضادة حاسمة" لحماية مصالحها الاقتصادية. يبرز هذا الموقف المتحد استعداد بكين لصراع تجاري طويل الأمد.
الإجراءات المضادة للصين: أكثر من مجرد رسوم
بالإضافة إلى رسومها المضادة بنسبة 34% التي ستدخل حيز التنفيذ في 10 أبريل، بدأت الصين بالفعل في استعراض قوتها الاقتصادية. الأسبوع الماضي، فرضت بكين ضوابط تصدير على العناصر الأرضية النادرة الحيوية للصناعات التكنولوجية العالية، وأدرجت 27 شركة أمريكية في القائمة السوداء، وعلقت الواردات من موردين أمريكيين محددين. يشير المحللون إلى أن الصين قد تصعد أكثر من خلال وقف شراء المنتجات الزراعية الأمريكية أو استهداف الشركات الأمريكية العاملة داخل حدودها. يسلط هذا النهج التدريجي الضوء على الخلاف المتزايد بين البلدين.
الأسواق العالمية تترنح مع تصاعد الحرب التجارية
أثارت التصريحات المتصاعدة موجات صدمة عبر الأسواق المالية العالمية. يوم الإثنين، 7 أبريل 2025، هبط مؤشر داو جونز الصناعي أكثر من 1700 نقطة خلال اليوم، بينما شهد مؤشر FTSE 100 الأوروبي ومؤشر هانغ سنغ الآسيوي انخفاضات كبيرة. يخشى المستثمرون أن تؤدي حرب تجارية شاملة إلى ركود اقتصادي عالمي، حيث رفعت Goldman Sachs احتمالية الركود إلى 45% خلال العام القادم. على الرغم من تعافي طفيف في بعض الأسواق يوم الثلاثاء، إلا أن الغموض يلوح في الأفق مع استعداد الشركات لتكاليف أعلى واضطرابات في سلاسل التوريد.
تأثير على المستهلكين والشركات
بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين، قد تعني الرسوم الجمركية بنسبة 104% أسعارًا أعلى على السلع اليومية مثل الهواتف الذكية والملابس والأجهزة المنزلية، التي تعتمد كثيرًا على التصنيع الصيني. تواجه الشركات الأمريكية المستوردة من الصين خيارًا صعبًا: امتصاص التكاليف، أو تمريرها إلى المستهلكين، أو نقل الإنتاج إلى مكان آخر. في الوقت نفسه، قد تلجأ الشركات الصينية المصدرة إلى أسواق بديلة في أوروبا وجنوب شرق آسيا وأفريقيا، مما قد يقلل من اعتمادها على الولايات المتحدة بمرور الوقت.
مواجهة بلا نهاية في الأفق؟
لم يظهر ترامب أي علامات على التراجع، رافضًا دعوات لتعليق لمدة 90 يومًا للتفاوض مع الشركاء التجاريين. قال يوم الإثنين: "نحن لا ننظر إلى ذلك"، مصرًا على أن "العديد من الدول" تقترب منه بالفعل لعقد صفقات. ومع ذلك، فإن قراره بإنهاء المحادثات مع الصين يقلل من آمال التوصل إلى حل قريب المدى. من جهة أخرى، لم يتحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مباشرة مع ترامب منذ تنصيبه، وهي أطول فجوة من هذا القبيل منذ 20 عامًا. مع تمسك كلا القائدين بمواقفهما، تمهد الساحة لمواجهة اقتصادية طويلة الأمد.
ينقسم المحللون حول النتيجة. يجادل البعض، مثل تيانشن شو من وحدة الاستخبارات الاقتصادية، بأن الرسوم الإضافية التي تتجاوز مستوى 65% الحالي سيكون لها عوائد متناقصة، حيث تتأثر معظم الصادرات الصينية بالفعل. بينما يرى آخرون، مثل وانغ هوياو من مركز الصين والعولمة، فرصة للصين لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى، مما قد يعزل الولايات المتحدة. قال وانغ لـ"أ ب": "رسوم ترامب تهزم نفسها"، متوقعًا تحولًا في ديناميكيات التجارة العالمية.
بينما تتصارع الولايات المتحدة والصين، يراقب العالم بقلق. هل ستجبر مقامرة ترامب الصين على طاولة المفاوضات، أم ستشعل حربًا تجارية تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي؟ في الوقت الحالي، يبدو كلا الجانبين مستعدين للقتال حتى النهاية، تاركين الأسواق والشركات والمستهلكين عالقين في مرمى النيران.