ترامب يعلن استعادة قناة بنما: "لقد بدأنا بالفعل"
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته ستستعيد قناة بنما، مؤكداً أن العملية قد بدأت بالفعل. تعرف على تفاصيل هذا التصريح وتداعياته السياسية والاقتصادية

في تصريح لافت أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الرابع من مارس 2025، أعلن أن إدارته "ستستعيد قناة بنما، وقد بدأنا بالفعل في ذلك". جاء هذا الإعلان في سياق تصاعد التوترات حول السيطرة على هذا الممر المائي الحيوي، الذي يعتبر أحد أهم الشريانات التجارية في العالم. يثير هذا التصريح تساؤلات حول الاستراتيجية الأمريكية والتداعيات الدولية المحتملة.
خلفية التصريح والسياق التاريخي
تعد قناة بنما، التي افتتحت في عام 1914 بجهود أمريكية، من أبرز الإنجازات الهندسية في القرن العشرين. وقد ظلت تحت السيطرة الأمريكية حتى عام 1999، عندما تم تسليمها إلى بنما بموجب معاهدة توريخوس-كارتر التي وقّعت في عام 1977. منذ ذلك الحين، أدارت بنما القناة بنجاح، لكن ترامب أعرب مراراً عن استيائه من هذا التسليم، واصفاً إياه بـ"الخطأ الكبير"، مدعياً أن القناة أصبحت تحت نفوذ دول أخرى، خاصة الصين.
دور الصين ومخاوف ترامب
أشار ترامب في تصريحات سابقة إلى أن الصين تسيطر فعلياً على القناة من خلال شركة هونغ كونغ "سي كيه هاتشيسون" التي تدير موانئ رئيسية على طرفي القناة. على الرغم من نفي بنما والصين لهذه الادعاءات، يرى ترامب أن هذا النفوذ يشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي والتجارة العالمية. وفي هذا السياق، أعلنت شركة "بلاك روك" الأمريكية في مارس 2025 عن صفقة لشراء موانئ بالبوا وكريستوبال من الشركة الهونغ كونغية مقابل 23 مليار دولار، وهي خطوة رأى فيها البعض بداية تنفيذ خطة ترامب.
ردود الفعل البنمية
رفض الرئيس البنمي خوسيه راوول مولينو تهديدات ترامب باستعادة القناة، مؤكداً أنها جزء من الهوية الوطنية لبنما ولن يتم التفريط فيها. وقال مولينو إن أي محاولة لفرض السيطرة الأمريكية ستُعتبر انتهاكاً للسيادة الوطنية. كما أكدت هيئة قناة بنما أنها لم تجرِ أي تغييرات على رسوم العبور أو الامتيازات، رداً على مزاعم أمريكية سابقة بأن السفن الحكومية الأمريكية ستُعفى من الرسوم.
التداعيات الاقتصادية والسياسية
تُعتبر قناة بنما ممراً حيوياً يمر عبره نحو 40% من حركة الحاويات الأمريكية، وتدر أرباحاً سنوية تتجاوز 3 مليارات دولار. إذا نجحت الولايات المتحدة في فرض سيطرتها، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات جذرية في التجارة العالمية، وربما إلى توترات دبلوماسية مع دول أمريكا اللاتينية التي تنظر إلى هذه الخطوة كتدخل استعماري جديد.
الاستراتيجية الأمريكية تحت قيادة ترامب
يأتي هذا التصريح ضمن رؤية ترامب "أمريكا أولاً"، التي تهدف إلى تعزيز الهيمنة الأمريكية على الأصول الاستراتيجية. وقد أشار مستشار الأمن القومي مايك والتز إلى أن المفاوضات مع بنما جارية لمعالجة قضية الموانئ، بينما ألمح وزير الخارجية ماركو روبيو إلى ضرورة مرور السفن الأمريكية دون رسوم، وهو مطلب رفضته بنما بشدة.
ردود فعل دولية
أثارت تصريحات ترامب قلقاً في أمريكا اللاتينية، حيث يُنظر إلى تاريخ التدخل الأمريكي في المنطقة بحساسية. من جانبها، نددت الصين بما وصفته بـ"الضغط والإكراه" الأمريكي، مؤكدة أن تعاونها مع بنما يتم في إطار مبادرة "الحزام والطريق" وليس له أبعاد عسكرية أو سياسية تهدد الولايات المتحدة.
ما الخطوة التالية؟
مع بدء إدارة ترامب تنفيذ خططها، يبقى السؤال: كيف سترد بنما والمجتمع الدولي؟ هل ستتحول قناة بنما إلى نقطة صراع جديدة بين القوى العظمى؟ يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل تطورات حاسمة، خاصة مع استمرار الضغوط الأمريكية وردود الفعل المتصاعدة من بنما وحلفائها.
ابقوا على اطلاع معنا لمتابعة آخر أخبار قناة بنما وتأثيرها على العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي.