تقرير أرباح أرامكو السعودية : تراجع الأرباح وتوقعات 2025

في الرابع من مارس 2025، أعلنت شركة أرامكو السعودية، عملاق النفط العالمي، عن تقريرها المالي لعام 2024، والذي كشف عن تراجع في الأرباح الصافية بنسبة 12.4% مقارنة بالعام السابق 2023. يأتي هذا الإعلان في ظل تقلبات أسواق النفط العالمية، مما أثر على أداء الشركة التي تُعد أحد أكبر الكيانات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية والعالم. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل التقرير المالي، أسباب التراجع، وتوقعات الشركة لعام 2025، مع التركيز على توزيعات الأرباح والخطط المستقبلية.

تفاصيل تقرير أرباح أرامكو السعودية لعام 2024

وفقًا للتقرير الرسمي الصادر في 4 مارس 2025، حققت أرامكو السعودية أرباحًا صافية بلغت 398.42 مليار ريال سعودي (ما يعادل 106.25 مليار دولار أمريكي)، مقارنة بـ454.76 مليار ريال (121.27 مليار دولار) في عام 2023. يُظهر هذا الانخفاض نسبة تراجع قدرها 12.39%، وهي السنة الثانية على التوالي التي تشهد فيها الشركة انخفاضًا في الأرباح بعد أرقام قياسية في 2022.

كما أشار التقرير إلى أن إجمالي الإيرادات بلغ 1.637 تريليون ريال (436.61 مليار دولار)، بانخفاض طفيف بنسبة 0.97% مقارنة بـ1.653 تريليون ريال في 2023. يعزى هذا التراجع إلى انخفاض أسعار النفط الخام، تقلص الكميات المبيعة، وارتفاع تكاليف التشغيل، إلى جانب ضعف هوامش التكرير والمنتجات الكيميائية.

أسباب تراجع الأرباح في 2024

أرجعت أرامكو السعودية الانخفاض في الأرباح إلى عدة عوامل رئيسية، منها تراجع أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية، والذي تأثر بقرارات تحالف أوبك+ بتمديد خفض الإمدادات حتى مارس 2025. كما ساهمت التخفيضات الطوعية في الإنتاج، التي قادتها السعودية، في تقليص حجم المبيعات، مما أثر سلبًا على الإيرادات.

بالإضافة إلى ذلك، شهدت الشركة ارتفاعًا في تكاليف التشغيل، إلى جانب انخفاض الدخل الآخر المرتبط بالمبيعات والتمويل. ومع ذلك، خففت الشركة من هذه الخسائر جزئيًا بانخفاض ضرائب الدخل والزكاة، مما ساعد على استقرار الأوضاع المالية نسبيًا.

توقعات أسعار النفط وتأثيرها على الميزانية السعودية

في تقرير سابق صدر في فبراير 2025، توقعت أرامكو أن تتراوح أسعار خام برنت بين 75 دولارًا للبرميل في المتوسط خلال عامي 2025 و2026، بانخفاض من 80 دولارًا في 2024. يتماشى هذا التوقع مع رؤية السوق التي ترى استمرار الضغوط على أسعار النفط بسبب العرض والطلب العالميين.

من جانبها، أكدت المحللة أمينة بكر أن المملكة العربية السعودية تتبنى نهجًا مرنًا في تعديل ميزانيتها وفقًا لظروف السوق، دون استهداف سعر محدد للنفط. وفي سياق متصل، أشارت وزارة المالية السعودية في سبتمبر 2024 إلى توقع عجز في الميزانية بنسبة 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي في 2025، مع استمرار العجز حتى 2027.

توزيعات الأرباح في 2024 وتوقعات 2025

على الرغم من تراجع الأرباح، حافظت أرامكو على سياستها في توزيع أرباح مجزية للمساهمين. في عام 2024، بلغ إجمالي توزيعات الأرباح 124.25 مليار دولار، مقارنة بـ97.78 مليار دولار في 2023، بزيادة نسبتها 27%. وفي الربع الرابع من 2024، تم الإعلان عن توزيع أرباح نقدية بقيمة 79.3 مليار ريال (حوالي 21.15 مليار دولار)، بما يعادل 1.8 ريال للسهم.

بالنسبة لعام 2025، تتوقع الشركة توزيع أرباح إجمالية بقيمة 320.4 مليار ريال (85.4 مليار دولار)، بانخفاض نسبته 30% مقارنة بـ2024. يُعزى هذا الانخفاض إلى تراجع المبيعات وارتفاع التكاليف، لكن الشركة تؤكد التزامها بتقديم عوائد مستدامة للمساهمين.

جدول توزيعات الأرباح لعام 2025

أعلنت أرامكو عن مواعيد توزيع الأرباح للربع الرابع من 2024 كجزء من جدول 2025، حيث سيكون تاريخ الأحقية 17 مارس 2025، وتاريخ التوزيع 26 مارس 2025. وتشمل الأرباح الأساسية زيادة بنسبة 4.2% عن الربع الثالث من 2024، مما يعكس التزام الشركة بسياسة توزيعات متزايدة.

كما ستُحسب الأرباح المرتبطة بالأداء بناءً على 70% من التدفقات النقدية الحرة لعام 2024، بعد خصم الأرباح الأساسية والاستثمارات الخارجية، مما يضمن استدامة العوائد للمساهمين.

تصريحات الإدارة وخطط المستقبل

أكد المهندس أمين الناصر، رئيس أرامكو وكبير إدارييها التنفيذيين، أن الشركة أظهرت مرونة استثنائية في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن الأداء القوي وتوزيعات الأرباح المتزايدة يعكسان قدرة أرامكو على الاستفادة من تكاليف إنتاجها المنخفضة وموثوقيتها العالية.

وأضاف الناصر أن الطلب العالمي على النفط وصل إلى مستويات قياسية في 2024، متوقعًا نموًا إضافيًا في 2025. كما كشف عن خطط لتوسيع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة وخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى الاستثمار في مجال الغاز لدعم التنوع الاقتصادي.

تأثير أرامكو على الاقتصاد السعودي

تمتلك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم أرامكو، مما يجعلها ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني. ورغم التراجع في الأرباح، تظل الشركة أداة حيوية لتمويل رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط.

في الختام، يُظهر تقرير أرباح أرامكو السعودية لعام 2024 قدرة الشركة على التكيف مع التحديات العالمية، مع الحفاظ على التزامها بتوزيعات أرباح قوية. ومع توقعات نمو الطلب على النفط في 2025، تبقى أرامكو في صدارة شركات الطاقة العالمية، مع خطط طموحة للمستقبل.