جنرال موتورز توقف تصدير السيارات إلى الصين بسبب التوترات التجارية
جنرال موتورز توقف تصدير السيارات من الولايات المتحدة إلى الصين بسبب التحديات الاقتصادية والنزاعات التجارية، تتبع خطى فورد.

أوقفت جنرال موتورز شحن السيارات من الولايات المتحدة إلى الصين رسميًا، في خطوة تعكس تحولًا كبيرًا في عملياتها وسط توترات تجارية وضغوط اقتصادية مستمرة. جاء القرار، الذي تم إبلاغ الموظفين والتجار به الأسبوع الماضي، ليعكس التحديات الأوسع التي تواجهها شركات السيارات الأمريكية في السوق الصينية.
تأتي هذه الخطوة في وقت لا تزال فيه العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين متوترة رغم التخفيض المؤقت للتعريفات الجمركية لمدة 90 يومًا. قبل هذا التوقف، كانت السيارات المستوردة إلى الصين من الولايات المتحدة تخضع لتعريفات جمركية تتجاوز 100٪، مما جعل التصدير غير مجدٍ ماليًا. وكانت جنرال موتورز تدير هذه الشحنات عبر قسم "دورانت جيلد" الخاص بالواردات الفاخرة، والتي لم تمثل سوى أقل من 0.1٪ من إجمالي مبيعاتها في الصين.
وأشار متحدث باسم جنرال موتورز إلى "تغيرات كبيرة في الظروف الاقتصادية" كسبب لإعادة هيكلة أعمال التصدير إلى الصين. وهذا يتبع قرارًا مماثلاً لشركة فورد في أبريل بإيقاف الصادرات إلى الصين، مما يشير إلى انسحاب أوسع لشركات السيارات الأمريكية من أكبر سوق للسيارات في العالم.
واجهت جنرال موتورز خسائر مالية متزايدة في الصين، حيث أعلنت عن عجز قدره 347 مليون دولار من مشاريعها المشتركة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مقارنةً بربح قدره 353 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وفي ديسمبر 2024، تحملت الشركة أكثر من 5 مليارات دولار كرسوم بسبب الأداء الضعيف، بما في ذلك شطب 2.9 مليار دولار من حصتها في المشاريع الصينية.
واكتسبت الشركات المحلية مثل "بي واي دي" حصة أكبر في السوق بفضل الدعم الحكومي، مما قلل من حصة الشركات الأجنبية. وتقوم جنرال موتورز الآن بإعادة هيكلة عملياتها، بما في ذلك إغلاق مصنعها في شنيانغ الذي كان ينتج سيارات بويك وشيفروليه، للتركيز على القطاعات الفاخرة مثل كاديلاك.
زادت التعريفات الجمركية الأمريكية البالغة 25٪ على واردات السيارات، التي فرضت مطلع هذا العام، من تعقيد المشهد التجاري. ورغم التخفيف المؤقت لبعض الرسوم، لا يزال عدم اليقين قائمًا. وحث متحدث باسم وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة على "تصحيح الزيادات الضريبية الأحادية" لتحقيق استقرار العلاقات الاقتصادية.
ويُظهر انسحاب جنرال موتورز من تصدير السيارات إلى الصين الصعوبات المتزايدة التي تواجهها شركات السيارات الأجنبية هناك. ومع هيمنة العلامات المحلية وتقلب السياسات التجارية، يتعين على الشركات التكيف بسرعة للبقاء في هذا السوق التنافسي.