خطة دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا: خريطة طريق مدتها 100 يوم لإنهاء الحرب

خطة السلام التي اقترحها دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا تشمل جداول زمنية لوقف إطلاق النار لمدة 100 يوم،وتنازلات إقليمية، ماهي ردود الفعل الدولية. تعرف على الكيفية التي قد تعيد بها هذه الخطة تشكيل الصراع بين روسيا وأوكرانيا.

فبراير 13, 2025 - 20:36
فبراير 15, 2025 - 21:15
 0  21
خطة دونالد ترامب للسلام في أوكرانيا: خريطة طريق مدتها 100 يوم لإنهاء الحرب

اقتراح جريء لإنهاء الصراع

مع دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا عامها الرابع، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن خطة سلام مثيرة للجدل مدتها مائة يوم تهدف إلى حل الصراع الدائر. وفي حين تظل التفاصيل غير مؤكدة، فإن الاقتراح يحدد سلسلة من الخطوات المصممة لتحقيق وقف إطلاق النار، ومعالجة النزاعات الإقليمية، وإعادة تشكيل التوجه الجيوسياسي لأوكرانيا. ويتناول هذا المقال العناصر الرئيسية لخطة ترمب، وردود أفعال أصحاب المصلحة، والتحديات التي تواجهها.

العناصر الأساسية لخطة ترامب للسلام

إن أحد الركائز الأساسية لخطة ترامب هو إرساء وقف إطلاق النار بحلول 20 أبريل/نيسان 2025، بالتزامن مع عيد الفصح. وهذا من شأنه أن يتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق المتنازع عليها مثل كورسك وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تحت مراقبة قوات حفظ السلام الأوروبية. والجدول الزمني طموح، ويهدف إلى وقف الأعمال العدائية وخلق الأساس لمزيد من المفاوضات.

وتشير التقارير إلى أن الخطة تقترح أن تعترف أوكرانيا بالسيادة الروسية على الأراضي المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس. وكان هذا الاقتراح نقطة خلاف رئيسية، حيث رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باستمرار أي اتفاق من شأنه أن يعرض سلامة أراضي أوكرانيا للخطر. ويزعم المنتقدون أن مثل هذه التنازلات قد تشكل سابقة خطيرة للصراعات المستقبلية.

حظر عضوية الناتو والتكامل مع الاتحاد الأوروبي وتخفيف العقوبات المفروضة على روسيا

ومن بين الجوانب الرئيسية الأخرى للخطة حظر عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، وهو الشرط الذي طالبت به روسيا منذ فترة طويلة. وبدلاً من ذلك، يتصور اقتراح ترامب اندماج أوكرانيا في نهاية المطاف في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2030. كما سيلعب الاتحاد الأوروبي دوراً كبيراً في تمويل إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب، مع الدعم المالي المستمد من الرسوم الجمركية الخاصة على صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا.

وتتضمن الخطة تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا تدريجيا، بشرط امتثالها لاتفاق السلام. وقد أثار هذا الجانب انتقادات من جانب أولئك الذين يزعمون أن رفع العقوبات قبل الأوان قد يقوض الجهود الرامية إلى محاسبة روسيا على أفعالها. ومع ذلك، يعتقد المؤيدون أن تخفيف العقوبات قد يحفز روسيا على الانخراط في مفاوضات بحسن نية.

مؤتمر دولي للسلام

وتتضمن رؤية ترامب عقد مؤتمر سلام دولي رفيع المستوى، بوساطة قوى عالمية، لإتمام الاتفاق. ويهدف الجدول الزمني المقترح إلى الإعلان الرسمي بحلول التاسع من مايو/أيار 2025 ــ وهو تاريخ له أهمية رمزية بالنسبة لروسيا، لأنه يصادف يوم النصر. ومن شأن هذا المؤتمر أن يعمل كمنصة لمعالجة القضايا العالقة وضمان الالتزامات من جميع الأطراف المعنية.

ردود الفعل من أطراف رئيسية معنية بالأمر

رفض المسؤولون الأوكرانيون خطة ترامب ووصفوها بأنها "غير موجودة"، واتهموا وسائل الدعاية الروسية بنشر معلومات مضللة. وأكد الرئيس زيلينسكي أن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. وتظل الحكومة الأوكرانية ملتزمة باستعادة جميع الأراضي المحتلة، مما يجعل اقتراح ترامب صعب القبول به!.

وعلى الطرف الآخر أعرب الكرملين عن استعداده للمشاركة في المفاوضات، لكنه رفض مقترحات سابقة تتضمن تأخير انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي. وتصر موسكو على الاعتراف الرسمي بمكاسبها الإقليمية، وهو المطلب الذي يعقد احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

وقد أعرب زعماء أوروبيون عن مخاوفهم من تهميشهم في عملية السلام. على سبيل المثال، حذر المسؤولون الألمان من اتخاذ قرارات "رغماً عن أوكرانيا". ويتوخى حلفاء الناتو الحذر على نحو مماثل، مؤكدين على ضرورة أن يتماشى أي اتفاق مع مصالح أوكرانيا والقانون الدولي.

إن أحد أهم الانتقادات الموجهة لخطة ترامب هو أنها تخاطر بمكافأة العدوان الروسي من خلال إضفاء الشرعية على الفتوحات الإقليمية. ويحذر خبراء الأمن من أن تجميد الصراع على طول الخطوط الأمامية الحالية قد يشجع روسيا على إعادة تجميع صفوفها وشن هجمات مستقبلية، مما يقوض الاستقرار الطويل الأجل في المنطقة.

وقد أثار استبعاد أوكرانيا والاتحاد الأوروبي من المفاوضات الرئيسية تساؤلات حول شرعية الخطة. ويزعم المنتقدون أن أي اتفاق سلام لابد أن ينطوي على المشاركة النشطة من جانب جميع الأطراف المعنية لضمان قابليته للتطبيق ونزاهته.

إن نجاح خطة ترامب يتوقف على قدرتها على تحقيق التوازن بين مصالح جميع الأطراف المعنية. ولكن مع تمسك أوكرانيا وروسيا بمواقفهما، يظل الطريق إلى السلام محفوفاً بالتحديات. كما أن اعتماد الخطة على التنازلات الإقليمية وتخفيف العقوبات يزيد من تعقيد آفاقها.

ومن المتوقع أن يناقش المبعوث الخاص لترامب، كيث كيلوج، الخطة في مؤتمر ميونيخ للأمن القادم. وسوف يوفر هذا المنتدى فرصة لقادة العالم للتعليق على الاقتراح ومعالجة آثاره المحتملة. ولكن في ظل المعارضة الكبيرة من جانب أوكرانيا والتشكك من جانب الحلفاء الأوروبيين، فإن الطريق إلى الأمام غير مؤكد.