زمار الحى لايطرب
فى إطراب زامر الحى ، دراسة فى ديوان زمار الحى ، للشاعر خالد الشرقاوى وردت القصة التى تحمل الكثير من المعانى والعبر ، كما تحمل الكثير من الألم !

كان الراعى الشاب يحب العزف على مزماره بينما يرعى غنمه ، ويجلس عند التعب الى سدرة وارفة يستظل بظلها ، وقبل المغيب يعزف ويغنى ليؤنس وحدته ، وأعتاد قومه عليه هكذا لايلقون اليه بالا ولاسمعاً ، وهو يغنى بحب وقد أتخذ من مزماره صديقا وونيساً ،ولانهم تعودوا عليه فلم يلاقى منهم اهتماما ، حتى مر على بلدته يوما رحالة يطوف الأرض والبلاد ،
سمعه وأستشعر موهبته فلمعت فى ذهنه فكرة ، فعرض على الراعى الزمار ان يصحبه فى جولات خارج بلده ، ليقيم له حفلات ويقدمه للقرى والمدن بموهبته وبراعته ، ونجح حتى ذاع صيته وأشتهر وذات يوم وقد طال غيابه عن أهله عاوده الحنين لبلدته وأراد أن يعود ليغنى بها
ولكن الرحالة نصحه بعدم العودة ، ولكنه اصر وعاد الى البلدة وغنى فلم يصفق له الا اثنان ! الرحالة وشيخ كبير ، فلما سئل عن سبب ذلك ، قال له الرحالة . زامر الحى لايطرب .
ثم قال له الشيخ ، أخطأت إذ أتيت ، وأخطأت إذ تدنيت ، وأخطأت إذ تمنيت ، فسأله الراعى الشاب عن معنى ذلك فقال له :
- أخطأت إذ أتيت من ارض رحبت بك وأحبتك لأرض طردتك . فليس بعد الزيادة إلا نقصان
- وأخطأت إذ تدنيت فالرحالة يعطيك الف درهم ، بينما يستثمرك و يكسب من وراء صوتك وعزفك الف دينار
- وأخطأت إذ تمنيت أن تجد الخير فى أهلك بعد أن وجدته فى غيرهم