زيارة وزير الدفاع السعودي لإيران: رسالة ملكية وتنسيق مشترك
زيارة الأمير خالد بن سلمان لإيران تحمل رسالة من الملك سلمان لخامنئي، تعزز التنسيق المشترك وتطور العلاقات منذ اتفاق بكين 2023

زيارة وزير الدفاع السعودي لإيران: خطوة جديدة نحو تعزيز العلاقات
في زيارة رسمية هامة، وصل الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، إلى العاصمة الإيرانية طهران يوم الخميس 17 أبريل 2025، حاملاً رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وإيران، والتي شهدت تطوراً ملحوظاً منذ توقيع اتفاق بكين في مارس 2023.
رسالة ملكية ومناقشات حول التعاون
خلال اللقاء مع خامنئي، سلّم الأمير خالد الرسالة الملكية، ونقل تحيات القيادة السعودية، مع التركيز على بحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. لم تُكشف تفاصيل محتوى الرسالة، لكنها تتعلق بتعزيز التنسيق في قضايا إقليمية، بما في ذلك الوضع في اليمن واستقرار المنطقة.
وأكد المرشد الإيراني أن توسيع العلاقات بين البلدين مفيد لكليهما، مشيراً إلى وجود جهات تسعى لعرقلة هذا التقارب. من جانبه، شدد وزير الدفاع السعودي على أن التعاون مع إيران يُعد حجر الزاوية للأمن الإقليمي، مما يعكس رؤية المملكة لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة.
اتفاق بكين: نقطة تحول في العلاقات
منذ توقيع اتفاق بكين برعاية صينية في مارس 2023، شهدت العلاقات السعودية الإيرانية تقدماً كبيراً. الاتفاق، الذي أنهى قطيعة دبلوماسية استمرت منذ 2016، تضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات خلال شهرين. كما تم الاتفاق على تفعيل اتفاقيات سابقة في مجالات الأمن، الاقتصاد، والتجارة، مما ساهم في تعزيز الثقة المتبادلة.
وأشار اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية، خلال استقباله للأمير خالد، إلى أن علاقات القوات المسلحة بين البلدين تشهد نمواً مستمراً منذ الاتفاق. وتُعد هذه الزيارة، وهي الثانية لمسؤول دفاعي سعودي رفيع إلى إيران منذ 2023، دليلاً على الالتزام المتبادل بتعزيز التعاون العسكري والأمني.
التنسيق المشترك: اليمن واستقرار المنطقة
تناولت الزيارة مناقشات حول التنسيق المشترك في قضايا إقليمية، مع التركيز على الوضع في اليمن. وأشاد المسؤولون الإيرانيون بموقف السعودية الرافض لاستخدام أجوائها أو مياهها الإقليمية في أي عمليات عسكرية ضد إيران، خاصة في ظل التوترات مع إسرائيل. في المقابل، أعربت السعودية عن تقديرها لدور إيران في دعم الهدنة اليمنية، التي لا تزال صامدة.
ويشير مشاركة السفير السعودي في اليمن ضمن الوفد إلى جدية مناقشة الملف اليمني. ويُنظر إلى التقارب السعودي الإيراني كفرصة لإنهاء النزاع في اليمن، مع احتمال التوصل إلى صفقة تضمن تهدئة إقليمية مقابل ضمانات متبادلة.
تحديات وآفاق المستقبل
على الرغم من التقدم، لا تزال هناك تحديات تواجه العلاقات السعودية الإيرانية، خاصة في ظل التنافس الإقليمي والنفوذ في دول مثل العراق وسوريا. ومع ذلك، يرى مراقبون أن الزيارات المتبادلة والحوار المستمر يعكسان إرادة سياسية قوية لتجاوز الخلافات.
تأتي هذه الزيارة قبيل محادثات نووية مقررة بين إيران والولايات المتحدة، مما يضيف بعداً استراتيجياً للتقارب السعودي الإيراني. ومع استمرار التعاون، قد تشهد المنطقة مزيداً من الاستقرار، خاصة إذا تم تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية بين البلدين.