صناعة السيارات بالمغرب: محرك التنمية الاقتصادية
ازدهار صناعة السيارات بالمغرب، حجم الصادرات، تأثيرها الاقتصادي، فرص العمل، السياسات الصناعية، والسوق المحلي.

برزت صناعة السيارات في المغرب كقطاع حيوي خلال العقدين الأخيرين، لتصبح دعامة أساسية للاقتصاد الوطني. بفضل استراتيجيات صناعية طموحة، تحول المغرب إلى مركز إقليمي لتصنيع السيارات، متجاوزًا دولًا مثل جنوب إفريقيا.
سجلت صادرات السيارات في 2023 حوالي 141.7 مليار درهم، أي ما يعادل 13.9 مليار دولار، بنمو 27% مقارنة بـ 111.2 مليار درهم في 2022. هذا الإنجاز جعل السيارات القطاع التصديري الرائد، متفوقًا على الفوسفات.
تدعم هذه الصادرات احتياطي النقد الأجنبي، مما يساهم في تحسين التوازن التجاري وتقليص عجز الميزانية. كما عززت تنويع مصادر الدخل استقرار الاقتصاد الوطني.
وفر القطاع أكثر من 190 ألف وظيفة منذ 2014، مع توقعات بزيادة فرص العمل مع توسع الاستثمارات. يعتمد القطاع على عمالة مدربة، حيث يقدم برامج تدريب فنية تعزز المهارات المحلية وتنقل الخبرات العالمية.
اعتمد المغرب سياسات صناعية متطورة، مثل مخطط التسريع الصناعي (2014-2020)، الذي شجع الاستثمارات الأجنبية عبر حوافز ضريبية، مناطق اقتصادية حرة، وبنية تحتية متطورة. هذه السياسات رفعت الاندماج المحلي إلى 69% في 2024، مع هدف الوصول إلى 80% بحلول 2030.
جذب المغرب شركات عالمية مثل رينو وستيلانتس، إلى جانب استثمارات صينية بـ 9.5 مليار دولار لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، مستفيدة من موارد البلاد مثل الكوبالت والفوسفات.
في السوق المحلي، بلغت قيمة سوق السيارات أكثر من 8 مليار دولار في 2020، مع توقعات بالوصول إلى 22 مليار دولار بحلول 2026. لكن الاستهلاك المحلي محدود، إذ يبلغ معدل امتلاك السيارات 60-65 سيارة لكل 1000 شخص.
يصدر المغرب نحو 90% من إنتاجه، خاصة إلى الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، مستفيدًا من اتفاقيات التجارة الحرة. أنتج المغرب 614 ألف سيارة في 2023، متجاوزًا جنوب إفريقيا، ويطمح لإنتاج مليوني سيارة بحلول 2030.
تواجه الصناعة تحديات مثل الاعتماد على قطع غيار مستوردة، مما يقلل من صافي الأرباح. كما يرى البعض أن الشركات الأجنبية تستحوذ على معظم الأرباح، بينما يستفيد المغرب من الأجور وتشغيل العمالة.
يبقى المغرب نموذجًا إفريقيًا رائدًا في صناعة السيارات، مدعومًا بموقعه الاستراتيجي، بنيته التحتية المتطورة، وسياساته الداعمة، مما يرسخ مكانته كمركز تصنيع عالمي.