عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية تدمر طائرات روسية بضربة جريئة بطائرات مسيرة

يونيو 2, 2025 - 15:02
يونيو 2, 2025 - 15:08
 0  4
عملية "شبكة العنكبوت" الأوكرانية تدمر طائرات روسية بضربة جريئة بطائرات مسيرة
استخدمت أوكرانيا في عملية شبكة العنكبوت طائرات مسيرة سرية لشل قواعد روسية جوية، مما أدى إلى تدمير 41 طائرة خلال مهمة دامت 18 شهرًا.

في عملية سرية مدروسة بعناية، نفذت أوكرانيا واحدة من أكثر الضربات العسكرية جرأة في الحرب، حيث شلت قواعد جوية روسية على بعد آلاف الأميال من خطوط الجبهة. وباسم "عملية شبكة العنكبوت"، دمرت المهمة أو أتلفت 41 طائرة روسية، بما في ذلك قاذفات قنابل استراتيجية وطائرات مراقبة، مما تسبب بضربة قوية لقدرات موسكو العسكرية.

تهريب طائرات مسيرة سرية داخل روسيا

قضى عملاء الاستخبارات الأوكرانية 18 شهرًا في التحضير للعملية، حيث قاموا بتهريب طائرات مسيرة من نوع (FPV) ومتفجرات عميقًا داخل الأراضي الروسية. تم إخفاء الطائرات المسيرة داخل حاويات خشبية مُقنعة على أنها منازل جاهزة، وتم تحميلها على شاحنات يقودها مدنيون روس غير مشتبه بهم. وبعد وضعها بالقرب من القواعد الجوية الرئيسية، فُتحت أسقف الحاويات عن بُعد، مما أطلق سربًا من الطائرات المسيرة المزودة بالمتفجرات.

استهدفت الهجمات أربع قواعد جوية استراتيجية: "بيلايا" في سيبيريا، و"أولينيا" في القطب الشمالي، و"دياغيليفو" قرب موسكو، و"إيفانوفو" في غرب روسيا. وشملت الطائرات المدمرة قاذفات القنابل "تو-95" و"تو-22 إم 3"، وهي حاسمة لضربات الصواريخ بعيدة المدى لروسيا، بالإضافة إلى طائرة مراقبة من طراز "إيه-50"، وهي أصل حيوي للقيادة الجوية.

الذكاء الاصطناعي والضربات الدقيقة

تشير التقارير إلى أن أوكرانيا نشرت أنظمة طائرات مسيرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك "طائرات مسيرة أم" قادرة على إيصال طائرات مسيرة أصغر حاملات للتفجير على بعد 300 كيلومتر خلف خطوط العدو. كلفت العملية حوالي 10,000 دولار لكل ضربة—وهو أرخص بكثير من الهجمات الصاروخية التقليدية—بينما تسببت بأضرار تقدر بـ 7 مليارات دولار.

أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمهمة، واصفًا إياها بأنها "عملية فريدة من نوعها تمامًا". وأكد جهاز الأمن الأوكراني (SBU) أن جميع المشاركين في العملية عادوا بأمان إلى أوكرانيا قبل تنفيذ الضربات.

ردود الفعل العالمية والتأثير الاستراتيجي

أشاد قادة العالم بالعملية باعتبارها نموذجًا للحرب غير المتماثلة الحديثة. وصف رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون "البراعة التكنولوجية" لأوكرانيا، بينما شبه السياسي السويدي كارل بيلت العملية بـ"فيلم جيمس بوند". وقد أضعفت الهجمات بشكل كبير قدرات الطيران بعيد المدى لروسيا، حيث تأثر 34% من أسطول قاذفاتها الاستراتيجية.

أكدت السلطات الروسية وقوع حرائق في عدة قواعد جوية لكنها قللت من الضرر. تجري التحقيقات حاليًا، حيث تدعي موسكو اعتقال "مشاركين"—وهو ادعاء رفضته كييف باعتباره دعاية. ويشير المحللون إلى أن الضربة تمثل نقطة تحول في قدرة أوكرانيا على بسط نفوذها عميقًا داخل روسيا، مما يتحدى التفوق الجوي لموسكو. بل ويعيد كتابة قواعد الحرب الحديثة.