فلاديمير بوتين يهاجم سفينة تحمل أسلحة بريطانية لأوكرانيا: تفاصيل وتداعيات

مارس 3, 2025 - 15:25
 0  17
فلاديمير بوتين يهاجم سفينة تحمل أسلحة بريطانية لأوكرانيا: تفاصيل وتداعيات
فلاديمير بوتين يهاجم سفينة تحمل أسلحة بريطانية لأوكرانيا: تفاصيل وتداعيات

فلاديمير بوتين يشن هجومًا على سفينة "تحمل أسلحة بريطانية لأوكرانيا": تفاصيل الحادث وتداعياته

في تطور خطير يعكس تصاعد التوترات في الحرب الأوكرانية، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجومًا صاروخيًا على سفينة شحن في ميناء أوديسا الأوكراني، يُزعم أنها كانت تحمل أسلحة بريطانية موجهة لدعم القوات الأوكرانية. ووفقًا لتقارير إعلامية غربية وادعاءات روسية غير مؤكدة، استهدفت الصواريخ الباليستية من طراز "إسكندر-إم" سفينة الحاويات "إم إس سي ليفانت إف" التي ترفع علم بنما وتمتلكها شركة سويسرية، مما أثار موجة من الجدل حول التصعيد العسكري وتداعياته على العلاقات الدولية.

تفاصيل الهجوم على السفينة في أوديسا

وقع الهجوم في الأول من مارس 2025، بعد وقت قصير من وصول السفينة إلى ميناء أوديسا عقب توقفها في تركيا. وأفادت قناة "تاليبوف أونلاين" الروسية على تيليغرام أن السفينة كانت محملة بحاويات ملونة تحتوي على طائرات بحرية بدون طيار وأسلحة بريطانية تم تحميلها من قاعدة تابعة لحلف الناتو في تركيا. ومع ذلك، نفت السلطات الأوكرانية هذه الادعاءات، مؤكدة أن السفينة كانت تحمل "بضائع مدنية بالكامل"، وفقًا لنائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي كوليبا.

أصابت الصواريخ الباليستية السفينة وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية للميناء، مما أدى إلى إصابة اثنين من عمال الميناء. ولم تتوفر معلومات فورية حول مدى الضرر الذي لحق بالسفينة أو مصير البضائع التي كانت تحملها، وفقًا لتقرير "ذا كييف إندبندنت".

الادعاءات الروسية والرد الأوكراني

زعمت قنوات تيليغرام الموالية لروسيا، مثل "تاليبوف أونلاين" و"سوبروتيفليني"، أن السفينة كانت تحمل أسلحة غربية، بما في ذلك رادارات وحاويات إطلاق صواريخ "ATACMS" الأمريكية، إلى جانب الطائرات البحرية البريطانية. ومع ذلك، لم تقدم هذه القنوات أي دليل ملموس يدعم هذه الادعاءات، مما دفع المراقبين إلى التشكيك في مصداقيتها، خاصة أن قناة "تاليبوف" يديرها مدون موالٍ لبوتين سبق أن وجهت إليه تهم بالتحريض في أوكرانيا.

رد فعل أوكرانيا والغرب

أدانت الحكومة الأوكرانية الهجوم، واصفة إياه بأنه "اعتداء على البنية التحتية المدنية"، وحثت المجتمع الدولي على التحقيق في الحادث. في المقابل، لم يصدر تعليق رسمي فوري من الحكومة البريطانية حول ما إذا كانت الأسلحة المزعومة تابعة لها، لكن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر كان يستضيف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لندن يوم الهجوم لمناقشة دعم أوكرانيا، مما يشير إلى استمرار التزام المملكة المتحدة.

تاريخ السفينة وأهميتها

تُعد "إم إس سي ليفانت إف" سفينة حاويات تابعة لشركة الشحن المتوسطية (MSC) ومقرها سويسرا، وتبلغ سعتها حوالي 13,634 طنًا. في يوليو 2024، كانت السفينة قد أجرت أول زيارة لها إلى أوديسا منذ بدء الحرب في فبراير 2022، مما يبرز دورها في دعم الاقتصاد الأوكراني تحت ظروف الحرب. وقبل الهجوم، توقفت السفينة في ميناء أسيابورت بتركيا، مما أثار تكهنات حول طبيعة شحنتها.

سجل الهجمات على السفن الأجنبية

لم يكن هذا الهجوم الأول من نوعه، إذ أشار الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى أن أكثر من 20 سفينة تجارية أجنبية تعرضت لأضرار جراء هجمات روسية سابقة. يُظهر هذا النمط استهدافًا متعمدًا لخطوط الإمداد التي تدعم أوكرانيا، سواء كانت عسكرية أو مدنية.

تداعيات الهجوم على الساحة الدولية

يأتي الهجوم في وقت حساس، حيث تستضيف لندن قمة أوروبية لمناقشة مستقبل أوكرانيا بعد خلاف علني بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس. وأعلن ستارمر عن خطة لوقف إطلاق النار بالتعاون مع فرنسا وأوكرانيا سيتم تقديمها لترامب، مما يشير إلى محاولات غربية للتهدئة. لكن هجوم بوتين قد يعقد هذه الجهود، خاصة مع تصاعد التوترات بين روسيا والناتو.

من جهة أخرى، يثير الحادث تساؤلات حول أمن الشحن البحري في البحر الأسود، وهو ممر حيوي للتجارة العالمية. إذا تأكدت الادعاءات الروسية، فقد يؤدي ذلك إلى تصعيد مباشر مع بريطانيا وحلفائها، بينما يرى المحللون أن الهجوم قد يكون رسالة لبوتين لإثبات قوته في مواجهة الدعم الغربي لأوكرانيا.

ما الذي ينتظرنا؟

مع استمرار التحقيقات في الحادث، يبقى العالم مترقبًا لردود الفعل الرسمية من بريطانيا والولايات المتحدة وحلف الناتو. هل سيكون هذا الهجوم بداية لجولة جديدة من التصعيد، أم أن الجهود الدبلوماسية ستتمكن من احتواء الأزمة؟ الإجابة قد تحدد مسار الصراع في الأشهر القادمة.