لماذا رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا اتفاقية الذكاء الاصطناعي الدولية في باريس؟
تعرف على أسباب رفض الولايات المتحدة وبريطانيا لاتفاقية الذكاء الاصطناعي الدولية التي تم توقيعها في باريس، وأثر ذلك على مستقبل تقنيات الذكاء الاصطناعي عالميًا.

الولايات المتحدة وبريطانيا ترفضان اتفاقية الذكاء الاصطناعي الدولية في باريس
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا رفضهما الانضمام إلى اتفاقية الذكاء الاصطناعي الدولية التي تم توقيعها مؤخرًا في باريس. الاتفاقية، التي تهدف إلى وضع إطار تنظيمي دولي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وأخلاقي، شهدت توقيع أكثر من 100 دولة. ومع ذلك، جاء قرار واشنطن ولندن بالامتناع عن الانضمام بمثابة صدمة للمجتمع الدولي.
ما هي اتفاقية الذكاء الاصطناعي الدولية؟
اتفاقية الذكاء الاصطناعي الدولية، التي تم الإعلان عنها خلال قمة عُقدت في العاصمة الفرنسية باريس، تهدف إلى تحديد معايير عالمية لتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. تتضمن الاتفاقية بنودًا تتعلق بـ:
- حماية البيانات الشخصية.
- ضمان الشفافية في الخوارزميات.
- منع استخدام الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الضارة مثل التجسس أو الحروب السيبرانية.
- تعزيز التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير.
وقد شاركت العديد من الدول الكبرى في صياغة هذه الاتفاقية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا والصين، مما يجعلها واحدة من أكبر الجهود الدولية لتنظيم هذا المجال سريع النمو.
لماذا رفضت الولايات المتحدة وبريطانيا؟
قرار الولايات المتحدة وبريطانيا بعدم الانضمام إلى الاتفاقية يعكس خلافات عميقة حول كيفية تنظيم الذكاء الاصطناعي. فيما يلي أبرز الأسباب التي قد تكون وراء هذا القرار:
-
مخاوف بشأن الابتكار : ترى واشنطن ولندن أن بعض البنود الواردة في الاتفاقية قد تعيق الابتكار وتبطئ تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي. إذ تعتبر الحكومتان أن القوانين الصارمة قد تقلل من قدرة الشركات المحلية على المنافسة عالميًا.
-
الأمن القومي : هناك قلق من أن الالتزام بالاتفاقية قد يحد من استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية والأمنية. بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا، يعتبر الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الدفاع الوطني.
-
عدم وجود إجماع دولي : تعتقد الدولتان أن الاتفاقية لا تأخذ في الاعتبار الاختلافات الثقافية والسياسية بين الدول المشاركة. وبالتالي، قد لا تكون البنود المقترحة مناسبة للجميع.
-
الضغط من شركات التكنولوجيا الكبرى : تلعب شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" دورًا كبيرًا في تشكيل سياسات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد عبرت هذه الشركات عن مخاوفها بشأن القيود التنظيمية التي قد تفرضها الاتفاقية.
تأثير الرفض على المجتمع الدولي
رفض الولايات المتحدة وبريطانيا للاتفاقية يمثل تحديًا كبيرًا لجهود تنظيم الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي. بدون مشاركة هاتين الدولتين، قد تواجه الاتفاقية صعوبة في تحقيق أهدافها الرئيسية، خاصة وأنهما تُعتبران من الدول الرائدة في تطوير هذه التقنيات.
علاوة على ذلك، قد يؤدي هذا الرفض إلى زيادة الانقسامات بين الدول في كيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي. بينما تسعى بعض الدول إلى وضع قوانين صارمة، قد تفضل دول أخرى اتباع نهج أكثر مرونة.
هل يمكن التوصل إلى حل وسط؟
على الرغم من رفضهما الحالي، إلا أن هناك أمل في أن تعيد الولايات المتحدة وبريطانيا النظر في موقفهما مستقبلاً. قد يتم ذلك من خلال الحوار المستمر مع الدول الأخرى المشاركة في الاتفاقية، أو من خلال تقديم مقترحات بديلة تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف.