هل تنجح القارة العجوز أوروبا في تحرير نفسها من التبعية للولايات المتحدة؟

يناير 23, 2021 - 01:09
يناير 23, 2021 - 01:18
 0  37
هل تنجح القارة العجوز  أوروبا في تحرير نفسها من التبعية للولايات المتحدة؟
هل يُمكن لهذه الرموز أن تختفي في القريب العاجل بالفعل؟ نسخة طبق الأصل لتمثال الحرية للنحات الدنماركي يانس جالشيوت (Jens Galschiot) في كوبنهاجن.

عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، فإن تبديل الحكومة في واشنطن لا يعني تغيراً كبيراً في الاستراتيجية الأساسية، ولكن في الخطاب السائد. فالضغوط الجيوسياسية والمصالح الإستراتيجية لا تتغير إلّا ببطء شديد، مثلها مثل التحالفات والشراكات القائمة. 

لقد خَضَعَ هذا اليقين لإختبارٍ قاسٍ على مدى السنوات الأربع الماضية. لذا، فإن الأطراف التي تأمل في عودة الوضع القديم إلى طبيعته السابقة مع وصول الديمقراطي جو بايدن إلى سَدَّة الحكم ليست بالقليلة. ويتمنى هؤلاء وضع نهاية للسياسة المُتَقَلِّبة والنَهج غير المُنتظم للولايات المتحدة، والعودة إلى سياسة تحترم الاتفاقات المُتَبادَلة، ولا تُضحي بالشراكات طويلة الأمَد من أجل الربح السياسي المحلي.

شَغل جو بايدن منصب نائب الرئيس الأمريكي في عهد باراك أوباما. ومن الملاحظ أن إدارة بايدن الجديدة تضم مجموعة من خريجي إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو ما يوحي بأن السياسة الخارجية الأمريكية الجديدة ستكون مُشابهة للقديمة.

إذن كيف ستتصرف الولايات المتحدة تجاه الاتحاد الأوروبي في عهد الرئيس بايدن؟ وما الذي يُمكن لسويسرا أن تتوقعه من الإدارة الأمريكية الجديدة؟

سيادة أوروبية جديدة

كانت السنوات الأربع الماضية فترة نُضج لاإرادي بالنسبة للاتحاد الأوروبي. وأظهرت العُزلة داخل المجتمع عَبْر الأطلسي للأوروبيين انحِسار إمكانية الاعتماد على الحليف الأمريكي. في الوقت نفسه، ساء َالوضع الأمني ​​في الجوار الأوروبي، وبدا النظام الصيني المُنافس للنظام بالظهور بمظهر الواثق بالنفس بشكل متزايد.

نتيجة ذلك، ارتفعت أصوات الأوروبيين المُطالبين بزيادة الإعتماد على الذات. ومن جانبه، لَخَّص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الهدف الاستراتيجي تحت مُصطَلح "السيادة الأوروبية". ويشمل مبدأ السيادة الجديد هذا العديد من المجالات التي يتعرض فيها الاتحاد الأوروبي للضغوط، والتي يتعيّن عليه إيجاد الحلول الصحيحة بشأنها - وأن يفعل ذلك بنفسه [دون مساعدة الولايات المتحدة].

يأمل البعض في أن يؤدي تغيير الحكومة في واشنطن إلى تقريب الولايات المتحدة وأوروبا من بعضهما البعض. لكن المحلل السياسي جوزيف دو فاك لا يتوقع ذلك. "للوهلة الأولى، تبدو إدارة ترامب وراءَ الصدع بين ضفتي الأطلسي. لكن الاختلافات بين الأمريكيين والأوروبيين أعمق من ذلك في الواقع"، يقول دو فاك. وبرأيه، لا يمكن سَد الخلافات الهيكلية في على مستوى الاقتصاد والسياسة والعلاقات الصينية بهذه السهولة.
المصدر: موقع سويس إنفو